خطورة سوء الفهم على مجال الدعوة إلى الله تعالى المشکلة والحل

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدعوة الإسلامية-جامعة الأزهر

المستخلص

      من المعلوم أن الإسلام أمانة الله في أعناقنا، والوفاء بالأمانة يقتضي أن تُؤدَّى کما هي، کمَّاً، وکيفاً، فلا نکتم منه شيئاً، بالإضافة إلى إيصال مضمونه بفهم رشيد، کما وصل إلينا، بما يتوافق مع مراد الشرع ومقصوده. والدعوة الإسلامية هي الرافد المعتمد؛ لإيصال کلمة الله ـ تعالى ـ إلى خلقه، وتوضيح مراد رسوله. والشوائب التي تقع في هذا الرافد، لابد من إزالتها حتى لا تؤثر على جريانه منساحاً في بقاع الأرض، وهذه الشوائب في مجال الدعوة الإسلامية، تتمثل في سوء فهمها، أو سوء إفهامها، مما يعکس ظلالاً سوداء في سماء الدعوة. وتجاهل هذه المشکلة، أو التعايش مع مظاهرها باعتبارها نوعاً من تجديد الخطاب الديني في مجال الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ سمح للدهماء بتصدر المشهد، والعبث بالثوابت، کما أعطى الفرصة لأصحاب الضغائن أن يَنْفُثوا حقدهم، ويبثوا سمومهم للطعن في الدين ومحاربة أصوله، من خلال سوء الفهم، أو الظن.
وهو ما دفعني للکتابة في هذا الموضوع، بعنوان: خطورة سوء الفهم على مجال الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ المشکلة والحل؛ لأهميته في نظري، وخطورته على قناعات الناس وتصرفاتهم.
     إِنَّ سوء الفهم مِن المُعضِلَات الکُبرَى الَّتِي تؤثر بالسلب على الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ فتأول المفاهيم الإسلامية على غير وجهها الصحيح، وإيصالها للناس على هذا المعنى يبعثرها، ويحيلها ضرباً من العبث، ونوعاً من الباطل، ويحرِّض على اقتحام الحرمات، أو يجعلها أضحوکة في نظر المتربصين بها، الذين يرون سطحية الاستنتاج، ويستغلون هذه الأطروحات الساذجة، ويُوطِّئون لاستمرارها؛ فتعينهم على تقزُّم الأمة، وانهِيَار مقوماتها، وطمس معالم الحضارة فيها، 
     لذا فمن الضروري الوقوف على هذا الموضوع، وإدراک الطرق المثلى في التعامل معه،
 لا سيما مع قِلَّة الدِّرَاسَاتِ الأکاديمية المعاصرة التي تناولته بهذه الصورة، والتَّلَازُم الواضح بين المؤامرات والجَرَائم والأباطيل في حياة الناس، والعبث بدين الله ـ تعالى ـ من خلال سوء فهمه، والخطأ في تفسير قضاياه.
 کما تجدر محاولة الوقوف على موضوع متکامل الصورة لمشکلة سوء الفهم وخطورتها في مجال الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ بجمع المتفرق من أسباب المشکلة، ومظاهرها، وآثارها، ثم استنتاج الحلول لها، من خلال وضع الضوابط التي تعصم منها، واقتراح ما يُجنِّب الوقوع فيها ويمنع تسرب الزور والبهتان إلى دين الله ـ تعالى ـ والتقوُّل عليه.
 

الكلمات الرئيسية