وَسَائِل التّواصُل الاجْتِمَاعِيّ وتوظيفها الدعويّ: الآداب والآثار

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الثقافة الإسلامية -کلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة -جامعة الأزهر

المستخلص

إنّ الإسلام لم يحصُر الدعوة إليه في هيئة أو طريقة أو وسيلة معينة لا يمکن تخطِّيها؛ بل جاء بإطار عام لمنهجية الدعوة ووسائلها، يغلّفها الحکمة المشـروعة، کما قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّکَ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَة}[النحل: 125].
ومن المعلوم والمُشاهَد تغيُّر الأزمنة وتطوّر الوسائل وتعدّدها، والداعية الحصيف هو المتوافِق بوسائله مع تطوّر العصر وتجدّده، بحيث يستخدم تلک الوسائل ويستثمرها في الدعوة إلى الله.
وقد جاء هذا البحث تلبيةً للتطوّر التکنولوجي المعاصِر، مستهدفًا تشخيص الحالة التکنولوجية المعاصرة من خلال بيان عدد من وَسَائِل التّواصُل الاجْتِمَاعِيّ، مثل (الفيس بوک، التويتر، الواتس أب، اليوتيوب، البريد الاليکتروني، الانستجرام)، مع توضيح عدد من مزاياها ومخاطرها، فضلا عن بيان الدَّوْر الدّعويّ للدّعاة في توظيفها بما يتناسب ويتلاءم مع رسالة الإسلام العظيمة -التي جاءت لهداية البشرية وإنقاذها من براثن الجهل والظلمات والضلال إلى حياة العلم والنور والرشاد-.
کما يسعى البحث إلى الإجابة عن عددٍ من الأسئلة، من أهمها: 
-         ما موقف الداعية المسلم من وَسَائِل التّواصُل الاجْتِمَاعِيّ عبر شبکة المعلومات الدولية؟
-         وما الآداب التي ينبغي أن يتحلّى بها الدعاة عند استخدام وَسَائِل التّواصُل الاجْتِمَاعِيّ؟
-         وما الآثار المترتبة على التوظيف الدعويّ لشبکات التواصل الاجتماعي المعاصِرَة؟
وقد خلُصَ البحثُ إلى عَدَدٍ من النتائج، من أهمها:
أولا: إمکانية تطويع وسائل التکنولوجيا الحديثة في خدمة الدعوة الإسلامية.
ثانيًا: الإسلام لا يعادي التحضّـر والتطوّر والتقدّم التکنولوجي؛ بل يدعو أتباعه إلى حُسْن الاستخدام بما يتلاءم مع مقاصد الشريعة وضوابطها.
ثالثًا: اشتمال قضية التعامل مع وسائل التواصل عبر الانترنت على عدد من الأخلاقيات السامية النابعة من طبيعة الرسالة الإسلامية التي جاءت بالأخلاق والقيم.
کما يوصي الباحث من خلال بحثه بالآتي:
أولا:  ضرورة تعاون المؤسسات الدينية على عمل دليل استرشادي للدعاة لاستخدام آداب التواصل عبر "وسائل التواصل الاجتماعي" في العمل الدعوي.
ثانيًا: عمل مقرر دراسي تفصيلي لطلاب کليات الدعوة وأصول الدين وجميع الکليات المعنيّة بتخريج الدّعاة والوعّاظ بجامعة الأزهر الشـريف بعنوان (أخلاقيات التعامل مع وَسَائِل التّواصُل الاجْتِمَاعِيّ بين النظرية والتطبيق)؛ بحيث يناقش هذا المقرر دور الداعية في الاستخدام الأمثل لوسائل التکنولوجيا الحديثة نظريًّا وتطبيقيًّا.
ثالثًا: تدريب الدعاة على مهارات التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وأخلاقيات التعامل معها من وجهة دينية وفنيّة.

الكلمات الرئيسية