مِنْ مَعَالِم فِقْه الدَّعْوةِ في التفاعل مع النَّصِّ النَّبَويِّ الشَّرِيف

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة

المستخلص

يتناول البحث الحديث عن مراعاة الداعية للفرق بين علاقته بالنص وعلاقة کل من المحدث والفقيه، ثم مراعاة الداعية للسياق التاريخي للنصوص، ثم تحذير الداعية من تأييد الوقائع التاريخية بالنص، کما يتحدث عن مراعاة الداعية للعرف اللغوي، ثم ينبه الداعية للاحتياط من الاستجابة السلبية للنص، وخلصت الدراسة للنتائج التالية:
1-    ما زالت السنة النبوية تستحث هِمم العلماء والمفکرين للوفود إليها بغية إعداد دراسات متخصصة تستهدف الکشف عن أسرارها، وتتغيّ التنقيب عن خرائدها.
2-     التعاطي مع بعض نصوص السنة الفرعية بمعزل عن روح السنة العامة، ومقاصد الإسلام العليا کثيرا ما يفضي إلى قصور في الفهم، وخلل في الاستنباط يتبعهما بالضرورة إساءة في التطبيق.
3-     الداعية في تفاعله مع النصوص النبوية قد يلتقي مع المحدث في الاهتمام بسندها، ويشارک الفقيه في استخراج فروع أحکامها، لکنه يجاوزهما معا إلى الوقوف على جوهرها، وإدراک مقاصدها فتصبح معه مادة للتربية، وسبيلا للهداية، وتلک ساحات لا شک تحتاج إلى مزيد من حکمة، وکثير من خبرة.
4-    هناک نصوص من السنة النبوية ما لا يصح استدعاؤها دون استحضار سياقها التاريخي؛ وذلک بغرض التأکد هل سيقت باعتبارها إجراءً تم اتخاذه مراعاة لواقعه يومئذ، أم أنها وردت لتمثل قاعدة وقانونا عاما لا يسع المسلم مخالفته.
5-    إضفاء القدسية على تحليل بعض المواقف والأحداث اعتمادا على بعض نصوص السنة ربما أفضى إلي إطالة زمن الشقاق، وتوسيع مداه؛ ذلک لأن کلا من المتخاصمين يظن أنه إلى الدين أقرب، وبهدايته أولى.
6-    صحة النص النبوي من حيث السند، ووضوحه من حيث الدلالة لا يُعفيان الداعية من ضرورة الاحتياط للاستجابة السلبية للنص من قِبَل المدعو؛ وذلک  حتى لا يُتخذ من النصِّ ذريعة لتحقيق مرادٍ غير مقصود، أو يُرکن إليه في تبرير محرمٍ ممنوع، أو يُفضي الأمر إلي الإساءة للنص ذاته والتشهير به. فمتى انتهى الأمر إلي تلک الاستجابة يصبح الإمساک عن النص، والسکوت عن إيراده ضرورةً لسلامة حال المدعو والدعوة على السواء.
7-    أصبح من الضرورة مراعاة العرف اللغوي للمدعوين، والوقوف على مفردات لغة الخطاب العصري؛ وذلک حتى لا تساق بعض الألفاظ التي تنبو عن سماعها الآذان بحجة ورودها في السنة، وقد فصلنا الحديث عن ذلک في مکانه من البحث. 

الكلمات الرئيسية