العقـــل الفــردي والعقل الجمعـــي وأثرهمـا في نفسيـة المدعـو

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدعوة الإسلامية - جامعــة الأزهر

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرق الخلق والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعــــد؛؛
فهذا البحث بعنوان ( العقل الفردي والعقل الجمعي وأثرهما في نفسية المدعو ) وقد جاءا متناولاً قضايا عقلية فکرية تفيد الداعية في دعوته، وتفتح له مجالاً رحباً في فهم عقلية المدعو، وکيفية إقناعه وإرشاده .
ولقد رکز هذا البحث على العقل الفردي للمدعو، والعقل الجمعي للمدعوين،وما يؤثر فيهما، وکيفية دعوتهما، والعقل الفردي، هو عقل الإنسان الخاص به، الذي يؤثر في الآخرين، ويتأثر بهم، والذي إذا تُرِکَ دون مؤثرات نفسية واجتماعية يظل على صوابه وتجرده، وإذا تأثر بالمؤثرات الخارجية وسار وسط العقول الأخرى، وضيّع قيمة التدبر والتفکر تحول إلى مَکّون من مکونات العقل الجمعي السائد .
وأما العقل الجمعي فهو الذي ينشأ من اجتماع الأفراد بعضهم مع بعض، واحتکاک أفکارهم، وتقابل وجداناتهم ونزعاتهم، وهو الذي تکوّن من ائتلاف الجماعة، وتغذى على مالها من عوائد وأعراف .
وهو ما يطلق عليه البعض (فکر القطيع) ([1]) .     
وتکون هذا البحث من مقدمة وتمهيد وأربعة فصول، وخاتمة .
أما المقدمة، ففيها عناصر المقدمة العلمية .
وأما التمهيد، ففيه التوضيح بعنوان البحث ومصطلحاته التي تستحق التعريف .
وأما الفصل الأول، فجاء بعنوان (أثر العقل في هداية النفس) ووضحت فيه أن الإسلام اهتم بالعقل، ودعا إليه، وحث عليه، لذا نجد کثرة دوران مادته في القرآن للتنويه بشأنه، والإعلاء من ذکره، ولقد بين ذلک الفصل أن الدعاة الثقات والأئمة الأعلام استخدموه دليلاً هادياً للنفس الإنسانية للإيمان بالله سبحانه وتعالى، من خلال المحاورات والمناظرات والمجادلات والرد على التساؤلات، والتي تعتمد على العقل المتدبر المتأمل في خلق الله، الناظر في آلائه ونعمه. ثم وضحت شيئاً آخر يعتمد على الفهم العقلي والنظر والتدبر وهو الفهم للنصوص الذي يدفع المدعوين إلى الإقبال على الدين لما يرون من يُسْر الشريعة وموائمتها للظروف والأحوال، وهذا اکبر دليل على أن التشدد في الدين إنما ينبع من اختفاء هذه القيمة الحقيقية، وهي قيمة فهم النصوص، ومعرفة فحواها .   
وأما الفصل الثاني فجاء بعنوان (المؤثرات في العقل الفردي وضوابطه) وبينت فيه أن العقل الفردي يتأثر بالوراثة، والإلف عن الآباء، والاتباع الأعمى للسلطة، وأن العقل الفردي لکي يحفظ من التأثير الخارجي، لابد أن ينضبط بقواعد التفکير السليمة، وأن يُدْعَى المرء للتفکير الهادئ البعيد عن الغوغائية وهو ما يعرف بالتفکير مثنى وفرادى .
وأما الفصل الثالث فجاء بعنوان (المؤثرات في العقل الجمعي وموقف الداعية منها) وبينت فيه أن العقل الجمعي الذي ينساقُ أغلبُ الناس وراءه ويکون لهم بمثابة قوة ضاغطة يتأثر بالعادات والتقاليد، والتربية المتحزبة، والهزيمة النفسية، وبلادة الحواس، والإعلام الموجه، والناس قد يندفعون لفعل أشياء غير صائبة؛ يقودهم في ذلک العقل الجمعي السائد المتأثر بالمؤثرات الخارجية، مثل قضية الثأر وتحول الرياضة إلى تعصب أعمى .
وأما الفصل الرابع فجاء بعنوان (أهم الأساليب الدعوية الملائمة للعقل) وبينت فيه أن المدعو يحتاج إلى أساليب دعوية عقلية ملائمة له؛ حتى ينصاع وراء الحق، وذکرت في ذلک الفصل أهم هذه الأساليب، من أسلوب الاحتکام إلى النفس، وأسلوب التشويق والإثارة، وأسلوب الالتفات، وأسلوب الإقناع العقلي، وکل هذه الأساليب العقلية وغيرها، لو وُفَق الداعي في العمل بها کان لکلامه الأثر الطيب، والاستجابة المبارکة .
ثم تأتي خاتمة البحث وفيها أهم النتائج والتوصيات ثم ينتهي البحث بحول الله وقوته بثبت المصادر والمراجع،والحمد لله أولاً وأخراً، وصل الله وسلم وبارک على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

الكلمات الرئيسية