خرج الباحث بمجموعة من النتائج تتلخص فیما یلی:
1- إن التحلل من التکالیف والأعراف والقیم ظهر أولاً لدی الدیانات القدیمة مثل المزدکیة والمانویة والمجوسیة والبرهمیة والغنوصیة، ومنها تسرب إلی بعض الفرق التی ظهرت فی ظل الدولة الإسلامیة مثل الحلمانیة والمنصوریة والبابکیة والخداشیة والرافضة والنصیریة .
2- أشرب فئام من الصوفیة تعالیم المجوسیة والباطنیة وتدثروا بدثار الصوفیة خداعاً وتلبیساً .
3- وقع بعض الصوفیة فی القول بسقوط التکلیف، وطووا بساط الشرع، وسووا بین الحلال والحرام، وهؤلاء لم یرشفوا من معین التصوف الصافی، وقد خرجوا بذلک من دائرة الإسلام .
4- دعا شیوخ التصوف علی مر العصور، وتعاقب الحقب إلی اتباع السنة، واجتناب البدعة، وقالوا: القرآن أولاً .
5- أکد شیوخ التصوف علی أنه لا حقیقة تخالف الشریعة ، ولا ظاهراً یخالف باطناً، ولا یتحاکم إلی ذوق، ولا منام، ولا رأی، ولا هوی، ولا کشف، بل المرجعیة کتاب الله تعالی وهدی رسوله r الکریم ، ومن حاد عنهما فلیس بصوفی .
6- الوقوف عند الأحکام الشرعیة والتمسک بها هو الذی یحکم به علی صدق الصوفی الواصل من عدمه .
7- المسلمون حیال موقفهم من التصوف أنواع، منهم من قبله جملة وتفصیلاً، ومنهم من لفظه جملة وتفصیلاً، وهناک فریق ثالث من العلماء الأثبات، مثل شیخ الإسلام ابن تیمیة، والشاطبی، والبقاعی، وغیرهم، وقفوا موقفاً وسطاً بین هؤلاء وأولئک، حیث إنهم قبلوا من التصوف ما وافق الکتاب والسنة وردوا ما دون ذلک، وذلک ما أمیل إلیه .
8- الطرق الصوفیة – فی نظر الأزهر الشریف – إنما تکون محمودة عند التزامها بالدین عقیدة وشریعة، وهی مذمومة إذا انحرفت عنهما .