دعــاة الجــن نمـوذج فريـــــد في الدعوة إلى الله تعالــى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدعوة الإسلامية-جامعــة الأزهــر

المستخلص

هذه الجولة السريعة مع دعاة  الجن أظهرت ما يهم هذا العالم من قضايا عقدية عظيمة، واحتکاک بالکون وأحداثه جعلتهم يجوبون الأرض لاستکشاف غوامضها والاستفادة من خيراتها، کما أظهرت الدراسة دعاة الجن وکيف تحلو بصفات قيمة تمثل الشخصية المتکاملة للداعية، فهو نقي الفطرة مخلص العبادة، منظم الفکر، عليم اللسان، طاهر الجنان، زکي النفس، عالم بعالمه، واثق من نفسه، له إيمان ويقين، وعزم لا يلين، وذلک کله بسبب إيمانه بدعوة سيد الدعاة وإمام الهداة سيدنا محمد r .
کما أوضحت الدراسة عموم الرسالة للثقلين وأن الإنس ليسوا وحدهم على هذه البسيطة، وأن ما يعاندونه من حق قد اهتدى إليه غيرهم، وما يغفلون عنه من واجب الدعوة إليه قد قام به دعاة من دونهم، فبلغوا دعوة ربهم إلى قومهم بلا خوف ولا وجل، ولا تأنٍ ولا کسلٍ، ولا تهوين ولا تهويل .
ولذلک استحق هؤلاء الدعاة من الجن أن تُسطر سيرتهم بأحرف من کلام الله U، وأن تصير مواقفهم وأقوالهم حديثاً يتعبد الناس به ربهم إلى يوم القيامة، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .     
وآمل أن تکون هذه الدراسة تمثل نموذجاً في البحث عن العوالم الغيبية حيث تعتمد على الوحي الرباني بلا شطط عقلي، ولا انحراف عقائدي فلا تقول بغير علم ودليل، ولا تعسف لمعنى تُلوى له أعناق النصوص، فالنص القرآني حاکم وليس محکوماً عليه، لا يُلوى لإثبات رأي، ولا يحجب لتدليس قضية، ولا يفترى عليه بتحميله غير معناه، ولا  يقال بخلاف قوله في مثل هذه القضايا التي فصل فيها الخطاب وأبان فيها الجواب .
ومما توصي به الدراسة أيضاً أن يتعلم الإنس من الجن حب الاستطلاع والاستکشاف فالکون لازال مليئاً بأسراره ليستفيدوا من خيراته . وليس هنا خير أفضل للدعاة من البحث عن مواطن جديدة کل يوم لدعوتهم يبذرون فيها بذور الدين ويعلمون الناس اليقين بالله رب العالمين وسيجنون ثمار ذلک ولو بعد حين .

الكلمات الرئيسية