أصالة القرآن وهيمنته في قصص الأنبياء شعيب عليه السلام وقومه نموذجا دراسة مقارنة مع العهد القديم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدعوة الإسلامية - جامعة الأزهر

المستخلص

خرج الباحث بمجموعة من النتائج تتلخص فيما يلي:
إن عرض الإسلام لقصة شعيب u يمثل نموذجا حقيقيا لأصالة القصص القرآني وهيمنته على تحريفات أهل الکتاب، فأين الابتسار والنقص الذي في عرض العهد القديم من القصص المتکامل في القرآن الکريم لقصة من أهم قصص الأنبياء، قصة أصيلة في تناولها لجانب من أهم جوانب الحياة، وتدل دلالة واضحة على أن هذا الدين جاء ليسوس ويحکم.
لقد عرض العهد القديم صورة حمي موسى u کرجل حکيم أحسن إليه، وخلفه بخير في أهله، وذلک في بضع فقرات من کتاب شيمته الأساسية الإسهاب الواضح، وإذا به يکتفي بعرض حياة هذا الرجل الصالح في فقرات قليلة شحيحة في معطياتها.
وهنا ينتصب القرآن الکريم مصدقا ومهيمنا، ويعرض لنا صفحة من أروع صفحات قصص الأنبياء، تحتاج إليها الأمة في تصحيح حاضرها وبناء مستقبلها.
لقد رُزأت ديار الإسلام بطائفة من البشر تبجحوا برفض شريعة الله تعالى حَکَمَا بين الخلق، وقبسا يسيرون في هديه، ورفعوا بدلا منها قوانين البشر تُجتَلب من هنا أو من هناک، وفي هذا خلل في التفکير، وضلال في القلوب وصغار في النفوس، وليس لهم مرجعية في دعواهم هذه إلا التقليد الأعمى لأوروبا التي عزلت الکنيسة ورجالها عن واقع الحياة؛ إذ کان رجال الدين عندهم صداعا مُشَتّتا، وکابوسا على صدور البلاد والعباد، ولما تخلصوا من سيطرة الکنيسة تقدموا وترقوا، فظن العميان ممن يسمون أنفسهم بالتنويرين أن التقدم والرقي في بلادنا قرين عزل الإسلام عن واقع الحياة، وتحويله إلى تراتيل وأذکار، وهذا والله تعميم فاسد، فضلا عن کونه تطاولا على الله، وسوء ظن في شريعته جل وعلا، وعمى عن الحق.
ولقد کانت هذه الصفحات السابقة دليلا على شمولية الإسلام، وعلى أنه نظام شامل يتناول کل مظاهر الحياة، وأنه دين ودولة، وليس مجرد عبادات تقام معزولة عن تدبير شئون الخلق فيما بينهم بعضهم بعضا، وفيما بينهم وبين غيرهم.
فهذا نبي ورسول ينزل الله تعالى عليه شريعة نصفها التوحيد، والنصف الآخر إصلاح الخلل الاقتصادي الذي رزحوا تحت نيره، وأرهقوا به الخلق وأغضبوا به الخالق سبحانه وتعالى.
فتبين لنا اهتمام القرآن الکريم بإصلاح معايش الناس، ووضْع أسس عادلة تأخذ على يد المعتدين، وتضمن للناس حياة في ضوء شريعة الباري سبحانه وتعالى ورحمته ولطفه بخلقه.
 

الكلمات الرئيسية