النقـــد الذاتي للتصــــوف لـدى الصوفيــة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدعوة الإسلامية-جامعة الأزهر

المستخلص

بين هذا البحث أن التصوف من المعضلات الکبرى التي شکلت علامة استفهام واضحة في تاريخ الإسلام والمسلمين، إلا أنه بات من المعلوم داخل الأوساط العلمية الجادة، وفي إطار المنهجية البحثية المستقيمة، أن علم التصوف (بمعناه الأخلاقي والسلوکي): جليل في ذاته، عظيم في أصله، دقيق في فروعه، وکان الرواد الأوائل له، والشيوخ السابقون فيه، علي عقيدة صافية، وإيمان عميق، وسلوک نقي، لا تشوبه شائبة، ولکن بمرور الزمن، وتقادم الأيام، انحرفت فئات من المتصوفة عن جادة الطريق، وزينت لهم شياطين الإنس والجن ما لم ينزل الله ـ تعالي ـ به من سلطان ، سواء من بدع في الأقوال والأعمال، أو من تورط في مخالفات وشذوذات، وما کانت هذه ـ أو تلک ـ من لوازم التصوف، غير أنه کان لها السبب الأکبر في تشويه صورته، وأن دخل فيه ما يعقده، ويخرجه عن نقائه وبهائه .
وقد قيض الله Uمن الصوفية، رجالاً أکفاء، علماء بأصول الدين، ذوي بصر ودقة، غيورين علي التصوف الصحيح أن تضيع معالمه، وتلوح قوائمه، فکان لهم إرشادات سامية، وإشعاعات مضيئة، وجهود لا تغمط، في الإنکار علي الخارجين عن سنن التصوف الصحيح، الذي هو في بوتقة الکتاب والسنة، فکم وقفوا ضدهم، وکم حاربوهم، وکم شددوا في النکير عليهم، وکم رصدوا أخطاءهم، وکم فضحوا مسالکهم وبينوها للناس، بل وحکموا بکفر بعضهم أحياناً ؟؟؟ !! .
وقد جاء ت هذه الدراسة فى: مبحثين وتسع مطالب وهى کالتالى  المبحث الأول: النقد الذاتي للتصوف تاريخاً وفيه: تعريف النقد الذاتي للتصوف وبيان دلالته . ومکانة التصوف لدي الصوفية . وتاريخ النقد الذاتي للتصوف عبر القرون . والنقد الذاتي للتصوف في العصر الحديث .
المبحث الثاني: النقد الذاتي للتصوف نموذجاً ( عقيدة الحلول ) وفيه: تعريف الحلول والاتحاد والفرق بينهما . والحلولية من الصوفية . والحسين بن منصور الحلاج .وموقف شيوخ بغداد النقدي من فکر الحلاج .
و نقد عقيدة الحلول في فکر أئمة التصوف.
ثم ذيل البحث بخاتمة، جاء فيها:
أن ناقدي التصوف – من أهله – وإن کانوا أقلة إلا أنهم متنوعون عصراً ومصراً وطريقة وفکراً وعلماً وعملاً وسلوکاً، ولکن جمعهم حب التصوف والغيرة عليه، والمعذرة إلي الله يوم القيامة
يلزم العقلاء من الناس ألا يحکموا علي الصوفية بحکم واحد، إيجاباً أو سلباً، مدحاً أو قدحاً، حباً أو ذماً
أن شيوخ التصوف الکبار، کانوا علي عقيدة سليمة وعبادة صحيحة بشهادة کبار العلماء

الكلمات الرئيسية