دور المرأة في الإصلاح والتمکين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدعوة الإسلامية- جامعة الأزهر

المستخلص

إن المرأة المسلمة لصاحبة الأثر الکبير في استقرار البيت المسلم فهي ليست شيئًا قليلاً، ولا صاحبة تأثير ضئيل، بل على العکس من ذلک تمامًا فصلاحها صلاح لجميع المجتمع ومهمتها إذا لم تکن أکبر من مهمة الرجل فليست أقل منه بحال، فهي الأم التي تنتج للأمة قادة الصلاح والإصلاح، وهي الزوجة التي توفر لزوجها الاستقرار والسعادة، وتعينه على الطاعة، وتحثه على البذل، وتتحمل معه مصاعب الطريق، ومشاق الدعوة، وتبعات الجهاد دون تبرم
أو تململ.
وهي النافعة لغيرها، الساعية في قضاء حوائج المسلمين، الباذلة مالها وجهدها في سبيل الله تعالى.
وهي الداعية المؤثرة التي تستطيع الوصول إلى قلوب أخواتها المسلمات فتبدع في وسائل التأثير فيهن، وتتسلل بعظيم خلقها إلى قلوبهن فتأخذ بأيديهن إلى طاعة الله، والسعي إلى رضوانه وتقوم بتربيتهن على الترقي في معارج السالکين، وتنحو بهن بعيدًا عن مدارک الهالکين.
وهي مثقفة الفکر البصيرة بدينها المعلمة لغيرها، التي تدعو إلى الله على بصيرة ويقين.
وهي المعينة لزوجها على الکسب الحلال ،المقتصدة في نفقاتها، المشارکة في النهضة الاقتصادية بحلال مالها، وعظيم فکرها، وخالص جهدها.
کما أنها الواعية المدرکة لواقع أمتها المحيطية بما يعتريه من ضعف وخذلان، المجاهدة في سبيل ربها لإعلاء کلمته ونشر دينه ،المقاومة لهجمات العدو الشرسة ليل نهار، المحبطة لمخططاتهم، المدرکة لما يحاک بها لإيقاعها في مصيدتهم لتکون عامل هدم لا أداة بناء.
وهي المستغلة لکل منبر يناسبها في نشر قيم الإسلام وإفشاء مبادئه، ودحض الشبهات المثارة والوعي بالافتراءات والدسائس والمکائد، المشارکة بکل جهد في إصلاح مجتمعها وأمتها لتنهض من کبوتها، عالية الهمة التي لا تقنع بمتاع زائل ولا دنيا مؤثرة، والتي لم يبخل على دينها بقليل أو کثير، المسترخصة مالها وجهدها وولدها وزوجها في سبيل الله تعالى.
فحري بنا أن نعينها بکل جهد، وأن نبرز جهدها لتقتدي بها أخواتها، وأن نضعها في مکانها اللائق، ومکانتها السامقة. والله الموفق والمعين.

الكلمات الرئيسية