خلص هذا البحث إلى أن الافتراق والتواصل بين التفسير والتأويل أعقد من أن يحدَّد بمجرد المقارنة بين تعريفات اللفظين ومناهج اشتغالهما ومخرجات ذلک الاشتغال. فتعيين الحدود الدقيقة للفصل والوصل يصطدم منذ أول محاولة له بالإشکالات التي يثيرها المستوى المفهومي؛ وهي إشکالات تنبع بالأساس من تدني مستوى اللفظين في سلم الاصطلاح تبعا لقلة حظيهما من خصيصتي النضج والاتفاق.
لا سبيل إذن للحديث العلمي الرصين عن الأبعاد الحقيقية للافتراق والتواصل بين التفسير والتأويل ما لم يتم التخلص من الأبعاد الوهمية وأسبابها. وأول خطوة لتحقيق ذلک هي تحويل "التفسير" و"التأويل" من مفهومين متنازع في دلالتهما إلى مصطلحين ذوَي دلالة مستقرة تحيل على مرجع محدد في مجال مخصوص.
يوصي هذا البحث إذن بنقل "التفسير" و"التأويل" من مقام المفهوم إلى مقام المصطلح، لأن ذلک هو الکفيل بحل ما يترتب عن الإشکال المفهومي من إشکالات نظرية ومنهجية وتطبيقية وعمرانية حضارية. فهو نقل من شأنه أن يسهم في تنظيم المجال المعرفي للتفسير والتأويل.