الواقعية وموقفها من الدين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدعوة الإسلامية-جامعة الأزهر

المستخلص

من خلال هذه الدراسة يمکن التأکيد على العديد من النتائج من أهمها ما يلي:
يبدأ البحث بتعريف الواقعية لغة واصطلاحا، ثم ذکر أهم المراحل التي مرت بها الواقعية عبر التاريخ، ثم بيان موقف الواقعية من الدين وموقف الإسلام من الواقعية، وخلص البحث إلى النتائج التالية:
1- أنّ الفلسفة الواقعية باعتبار أنّها فلسفة مادية، فإنّها ذات جذور عميقة تَضرب في التاريخ الإنساني منذ أمدٍ بعيدٍ؛ خاصة المجتمع اليوناني القديم.
2- أنّ إنکار الدين والتحرر من مبادئه ليس وليد هذا العصر، وإنما وجدت له شواهد تاريخية في کثير من المجتمعات قديمًا وحديثًا.
3- أنّ الکنيسة الغربية لعبت دورًا هامًا في تأجيج الهجوم على الدين بداية من العصور الوسطى ومرورًا بالعصر الحديث، وذلک بسبب سطوتها.
وتسلطها على رقاب البلاد والعباد مما نتج عنه وجود مقاومة شرسة للکنيسة عبرت عنها بقوة الثورة الفرنسية؛ التي أزاحتها عن سلطانها وأراحت المجتمع من جبروتها.
4- أنّ الفلسفة الواقعية في العصر الحديث نبتت في بيئة مُعادية للدين ومُعلِيةً من قيمة الأفکار المادية مما ساهم في انطلاق الفلسفة الوضعية الواقعية التي أسسها (أوجست کونت) بعيدًا عن الدين، بل ومُستعلية عليه.
5- ثَبَتَ تاريخيًا أن الفلسفة لم تکن معادية للدين على طول الطريق، وإنما کانت متساوقة معه بصورة أو بأخرى. ومن هنا فإن الهجمة الشرسة في العصر الحديث على الدين من قبل الفلسفات الغريبة خاصة الفلسفة الوضعية الواقعية، کانت هجمةً لم يکن لها مثيل من قبل؛ وهذا يرجع إلى حالة القحط الفکري والديني الذي عاشت فيه المجتمعات الغربية تحت سطوة الکنيسة وجبروتها عبر تاريخها المرير.

الكلمات الرئيسية