الأحاديث الواردة في النهي عن هجر المسلم (جمعًا وتخريجًا ودراسةً)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية العلوم والآداب-جامعة القصيم

المستخلص

البحث في بيان خطورة معصية الهجر والتهاجر بين المسلمين، وأنه من الکبائر التي نهى عنها الشرع الحنيف، وحذر منها أشد التحذير، ورتب عليها أشد الوعيد وآکده إذا زاد على ثلاثة أيام بغير سبب شرعي؛ وذلک لما للهجر والتهاجر من آثار سلبية سيئة على الفرد والمجتمع، إذ ينال من ترابطه ووحدته، ويقضي على نسيجه الاجتماعي، وينشر البغضاء والأحقاد والضغائن بين المسلمين، فضلًا عن أنه يتصادم مع آصرة العقيدة والأخوة الإيمانية التي توجب الوحدة والألفة والمحبة..، وتمنع من کل ما من شأنه إيغار الصدور، وبث بذور الفرقة والنفرة والکراهية، حتى يبقى المسلم لأخيه المسلم کالبنيان يشدّ بعضه بعضًا.
وقد تم بفضل الله تتبع الأحاديث الواردة في الهجر، وجمعها في مکان واحد، وتخريجها ودراسة أسانيدها دراسة علميّة، والحکم على کل حديث منها حسب ما تقتضيه القواعد والأصول في هذا الباب، وکانت المحصلة أن مجموع الأحاديث الواردة في النهي عن هجر المسلم للمسلم يبلغ ثلاثة وعشرين حديثًا، عن أحد عشر صحابيًّا رضوان الله عليهم أجمعين، خمسة منها ضعيفة فقط، والبقية -وعددها ثمانية عشر حديثًا- مقبولة ما بين صحيح وحسن.
وأخيرًا تم الاسترشاد بها لبيان الأحکام الشرعية المتعلقة به، وتحديد مفهوم الهجر الممنوع، وأنه متارکة المسلم للمسلم عند التلاقي بالفعل أو القول دون سبب شرعي.
کما تبيَّن أن ما ورد من النهي عن الهجر مطلقًا فيحمل على ما ورد مقيدًا؛ فيرخص للهجرة للهوى وحظ النفس لمدة ثلاثة أيام بلياليها فقط، وعفي عنه في هذه المدة رفقًا بالإنسان، ومراعاة لحاله وما جُبل عليه من الغضب وسوء الخلق ونحو ذلک، حتى يذهب ذلک العارض، والهجر يزول بالسلام إن نوى ذلک، وإن ردّ عليه المسلم فيخرج هو أيضًا منه، وإن لم يرد فيبوء هو وحده بإثمه. والله الموفق.
 

الكلمات الرئيسية