اتجاهات الشباب نحو الزواج السري في الواقع المعاصر وسبل الحد منها رؤية من منظور إسلامي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الدعوة والثقافة الإسلامية، کلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة، جامعة الأزهر، مصر

المستخلص

       انتشر الزواج السري في الآونة الأخيرة انتشاراً ملحوظاً، بين مختلف فئات المجتمع، خاصة الشباب الذين هم الرصيد الحقيقي لکل أمة تطمح في الرقي والتطور، فلقد اتخذوا منه وسيلة لتحقيق رغباتهم غير مبالين بخلق أو دين، إلى أن أصبح ظاهرة خطيرة بسبب آثاره الأخلاقية والاجتماعية على المجتمع، وهذه الظاهرة من شأنها تدمير أواصل هذه الأمة، فضلاً عن أنها تهدد القيم والمبادئ الأخلاقية في المجتمع، ولهذا عقدت العزم على أن أتناول هذه الظاهرة بالبحث والدراسة مستقرئاً ومستقصياً ومتتبعاً أسبابها ودوافعها ومستعرضاً آثارها ومخاطرها محاولاً الوصول إلى طرق ووسائل علاجها أو الحد منها وذلک في ضوء الرؤية الإسلامية، وقصدت هذه الدراسة الوقوف على الأسباب والدوافع التي أدت بالشباب إلى الاتجاه نحو الزواج السري، ويهدف البحث-أيضا- إلى الکشف عن مدى الارتباط بين الانحرافات الأخلاقية والسلوکية للشباب وضعف الوازع الديني، ثم بيان المخاطر المترتبة على هذه العلاقات المحرمة، وکذلک بيان السبل الوقائية في الإسلام للحد من اتجاه الشباب نحو الزواج السري، وقد توصلت الدراسة إلى وجود علاقة وثيقة بين [التفکک الأسري، غياب القدوة، غياب الوازع الديني] وبين الإقبال على الزواج السري لدى الشباب، کما توصلت إلى أن الزواج الشرعي الصحيح هو الطريق الصحيح لبناء الأسرة السوية السليمة، وأن الزواج السري يختلف عن الزواج العرفي، فالزواج العرفي: هو الزواج الشرعي المستکمل لأرکانه وشروطه، ولکنه لا يسجل في وثيقة رسمية، وأما الزواج السري: فهو زواج غير موثق يتم بإيجاب وقبول بين الطرفين من خلال ورقة عرفية لا تتم على يد مأذون ولا يتم توثيقها في الشهر العقاري، ويوقع على هذه الورقة الشاب والفتاة في الغالب دون حضور شهود، وأحيانا في حضور شهود مع عدم وجود ولي وعدم إعلان وإشهار هذا الزواج، وهو زواج باطل باتفاق العلماء، وأوصي بإنشاء صندوق رسمي في کل مؤسسة من مؤسسات الدولة بإشراف الدولة يکون خاص بتيسير الزواج للمحتاجين في هذه المؤسسة، وصندوق في کل بلدة هدفه القيام بهذا الدور، کما أوصي بإنشاء مراکز تعني ببرامج الأسرة وإشراک الشباب في الأنشطة الاجتماعية.

الكلمات الرئيسية