وسائل التقارب بين الشرق والغرب في الفکر الاستشراقي الحضارة الغربية (رينيه جينو نموذجاً)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الأديان والمذاهب، کلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، جامعة الأزهر، مصر

المستخلص

    لقد حازت قضية التقارب بين الشرق والغرب على اهتمام کثير من المستشرقين ، الذين حاولوا أن يکوِّنوا جسور تواصل بين الشرق والغرب ، بطرق مختلفة ووسائل متنوعة ، وقد تميز المستشرق الفرنسي رينيه جينو (الشيخ عبدالواحد يحي ) والذي يعد من أعلام الفکر الإنساني والإسلامي، بنظرية فريدة بيّن فيها وسائل التقارب بين الشرق والغرب .ومن هذه الوسائل: (عکسية الطلب)، والتي يبين من خلالها أن أحد أهم أسباب عدم التقارب بين الشرق والغرب:  أن الغرب هو المطالب للتقارب لا عن طريق الوصول على نقاط الاتفاق والفهم وإنما عن طريق إقناع الشرق بنظرياته وتوجهاته. ومن الوسائل أيضاً: سوء اختيار الغرب للموضوعات المطروحة، والتي لا تثير اهتمام الشرق ؛کتقديم الجوانب المادية فقط، وإنکار الجوانب الروحية تماماً مما يضعف من وجود أرضية حقيقية للتقارب، موضحاً أن الشرق لن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ويبين المستشرق (رينيه جينو) أن الإنسانوية ( وهي النزعات الجامحة في أوهامها المتعلقة بمصالح الإنسان) بکل أحلامها الوهمية ، ليست في کثير من الأحيان إلا قناعاً على المصالح المادية، وهو قناع يفرضه النفاق الأخلاقي مؤکداً على عدم إمکانية وجود وسائل تفاهم حقيقي إلا بعد الاتفاق على مبادئ لا ترجع إلى نطاق المادة ولا إلى ميدان العاطفة ، وإنما تعود إلى مجال أعمق بکثير وأدوم استقراراً ألا وهو مجال العقلية المستبصرة. والتي سيتضح معناها في ثنايا البحث. ومن الوسائل أيضاً: إسقاط نظرية الإنکار المطلق والذي يعد المآل الطبيعي للعقلانية العلمانية أو المفهوم البراجماتي الذرائعي الذي يتجاهل تماماً أي تأمل نظري ليستمسک بنزعة عاطفية نفعية . إلى غير ذلک من الأسباب التي سنذکرها تفصيلاً في ثنايا البحث إن شاء الله تعالى. 

الكلمات الرئيسية