مأساة إبليس عند صادق جلال العظم (رؤية نقدية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الأديان والمذاهب، کلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، جامعة الأزهر بالقاهرة

المستخلص

يعالج البحث فکرة ما أسماه الدکتور صادق جلال العظم ( مأساة إبليس) من خلال استعراض رؤيته لهذا الموضوع, ونقدها, وقد تبين من خلال ذلک أن الدکتور صادق العظم لا ينطلق من منطلق إيماني, بل من منطلق مارکسي لا ديني, لذلک تناول قصة إبليس کأسطورة لا حقيقة ثابتة, وذلک مبني على طريقة المذهب التجريبي في اتخاذ الحس والتجربة سبيلا وحيدا للمعرفة, وهو أساس خاطي؛ يعجز عن تفسير بعض الحقائق التي لا تدرک بالحس, وتبين أنه لم يکن أصيلا في طرحه لقصة إبليس کمأساة أشبه ما تکون بقصص أبطال مأساويين في مسرحيات عالمية, واتخذ من أقوال بعض المتصوفة مبررا لأقواله المتطرفة المعتمدة على فکرة الجبر, وتوج کلامه بتوجيه سهام النقد إلى الذات الإلهية؛ وقد أثبت البحث زيف فرية الجبر, وأن إبليس کان مختارا طائعا لا مجبرا, ونفى ما يعتقده الکاتب من حق إبليس الموحد غاية التوحيد- من وجهة نظره-في عدم السجود لآدم؛ لأفضلية عنصره الناري على عنصر آدم الطيني, وأنه کان مع الملائکة فله فضلهم ومکانتهم سواء أکان منهم أم لم يکن,  کما أثبت فساد ما رتبه دکتور صادق العظم على فکرة الجبر من زعم تناقض الأمر الإلهي والمشيئة الإلهية, وأن إبليس يستحق مصيرا غير الطرد واللعن, وأن الله- حاشاه- اتصف بما لا يليق به من مکر واستهزاء بعباده الأبرياء، کما توصل البحث إلى أن کتاب نقد الفکر الديني لصادق جلال العظم من الکتب الخطيرة على عقول الشباب؛ لما يظنه القاريء الساذج من جدية الطرح وما هو بذلک، وأن أفکار صادق العظم عن مأساة إبليس مستوحاة من الأدب العالمي والمحلي ومن المستشرقين، ويوصي الباحث بإجراء مزيد من الدراسات لتفنيد شبهات الماديين والملحدين؛ لأن کتاباتهم رغم مرور عشرات السنين عليها لا زلنا نرى تأثيرها في أسئلة الشباب عن شبهاتهم.

الكلمات الرئيسية