دور علوم القرآن في الإصلاح والتغيير "الجمع العثماني نموذجا"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الشريعة والدراسات الإسلامية، کلية الآداب، الأحساء جامعة الملک فيصل، السعودية

المستخلص

لا يخفى على ذي لبّ دورُ العلوم الشرعية الأصيل في خدمة الدعوة الإسلامية، بل إنها العصا التي يتکئ عليها المسلم في مسيرة دعوته، ولا يجوز له خوض غمار الدّعوة إلا بعد تمکنه من أصولها وتمثّله بفروعها. وبالرغم من تباين العلوم الشرعية في ذلک الدور إلا أن العلوم القرآنية تأتي في مقدمتها خدمة للدعوة، يشهد لها تاريخ الدعوة الغراء منذ الرعيل الأول، ويهدف هذا البحث إلى تجلية دور الجمع العثماني للقرآن الکريم في خدمة الدعوة وإزالة المنکر، وکذلک تحقيق القول في بيان الجمع العثماني وفقا لمقصد عثمان رضي الله عنه الإصلاحي من الجمع، کما يهدف إلى تحليل إجراءات عمل سيدنا عثمان رضي الله عنه في درء الفتنة ومعالجة النزاع، وأيضا للوقوف على الآثار الإصلاحية التي أنتجها الجمع العثماني، واستخدمت في البحث المنهج الاستقرائي التحليلي الاستنباطي، وخلص البحث إلى أن الجمع العثماني منقبة جليلة ومن فضائل سيدنا عثمان رضي الله عنه على الأمة الخالدة؛ إذ يکفي أن من ثمراته توحيد المسلمين في کتاب ربهم، وحفظه لهم من التغيير والإزالة على مرّ الدهور، وکذلک استشعار سيدنا عثمان رضي الله عنه خطورةَ التنازع والاختلاف في القرآن الکريم حَمَلَتْه على اختيار أنسب الإجراءات في الإصلاح، وذلک بتوظيف ما للناس به عهد من کتابة المصاحف؛ حتى يکون أقوى ضمانا في إذعانهم ورضاهم به، وهذا من کمال فطنته الإصلاحية، ومما استنتجه البحث أن مستجدّات الأزمنة وتغير أحوالها تحتِّم ملاءمة الأساليب الإصلاحية لتحقق نجاحها؛ والذي تجلّى في الصبغة العلاجية التي أضفاها سيدنا عثمان على جمع مَن سبقه، عندما حدد المنهج الکتابي ثم نشر المصاحف بين الناس وحرق ما عداها، ويوصي البحث بضرورة توظيف العلوم الشرعية في الدعوة الإصلاحية، والسير وفق هداياتها، وکذلک يوصي بتتبع سِير السلف الصالح وإبراز أساليب توظيفهم للعلوم الشرعية في دعواتهم الإصلاحية، وإفرادها بدراسة علمية متخصصة، وأيضا بتعزيز التکاملية بين العلوم في زمن الطغيان التخصصي، والذي ينعکس إيجابا على جودة العلوم وحيويتها، من خلال عقد المؤتمرات والندوات البينية.
 

الكلمات الرئيسية