تعقبات الإمام مکي بن أبي طالب على الإمام الطبري في تفسيره

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الدراسات الإسلامية، کلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الباحة، السعودية

المستخلص

إنَّ علم (تفسير القرآن الکريم) من أجلّ العلوم التي قام أهل العلم بالکتابة فيها، وخدمتها بشتى أنواع التصنيف والتأليف، ونظراً لما اختصَّ به کتاب الإمام الطَّبري (شيخ المفسرين) من مکانة جليلة في علم التفسير، ومنزلة سامية، ورتبة سامقة؛ فقد نهل منه جميع من صنَّف في التَّفسير، ويُعد الإمام مکيّ بن أبي طالب من أولئک العلماء الأفذاذ الذين کان لهم جهد مشکور في علم التَّفسير، وسعي مذکور في سبيل العلم، وقد حوى کتابه التَّفسير على ترجيحاته وآرائه العلمية، وتعقباته على من سبقه، ومن هذا المنطلق فقد أردت في هذا البحث المتواضع جمع جملة من المسائل التي تعقَّب فيها الإمام مکيّ بن أبي طالب على الإمام الطبَّري، وتعد دراسة التعقبات أهمية بالغة في علم التفسير، فمن خلالها يقف الباحث على طرق التعقبات والترجيح بين الأقوال التفسيرية، وبيان مآخذها، وأسباب اختلاف المفسرين وأنوعها، وعلى تضلع المفسرين من علوم الدين وتمکنهم فيها، وقد حاولت في هذا البحث جمع ودراسة تعقبات الإمام مکي بن أبي طالب الصريحة على الإمام الطبري، والوقوف على وجوه دلالتها وأنواع معانيها، وسبل الترجيح بين الأقوال فيها، وجمعت في البحث بين المنهج الاستقرائي في جمع الآيات المتعلقة بالموضوع ودراستها، وبين المنهج الاستنباطي لاستنباط المفاهيم المتعلقة بمطالب البحث وذکر أقوال العلماء رحمهم الله، فجمعت الآيات القرآنية المتعلقة بالموضوع ودرستها، ثم عزوت الآيات إلى سورها وأرقامها بجوارها، وکذلک نسبت الأقوال إلى أصحابها من مصادرها الأصلية غالباً، ورتبت البحث على مباحث ومطالب حسب الخطة الموضوعة، ولکني لم أترجم للأعلام الواردة أسماؤهم في البحث خشية الإطالة، وقد خلصت إلى نتائج من أبرزها: أن علم التعقبات يوضح للباحث الجهد الذي بذله المفسرون من أجل شرح کلام الله تعالى، وبيان مراده، حيث إنه لا يقوم بالتعقب إلا من بلغ رتبة الاجتهاد في علوم الدين کلها، وتمکن فيها، وغاص في دقائقها، وأوصي بالعناية بتعقبات المفسرين على بعضهم، وعلى غيرهم مما يذکرونه في تفاسيرهم، ودراستها، ومناقضة الأقوال فيها.

الكلمات الرئيسية