يمثل الإلحاد تحدياً کبيراً أمام الأوساط المتدينة، فالإلحاد مرض العصر، وهو مرض خطير يظهر ويختفي حسب ما تعيشه المجتمعات من طوارئ وأحداث تحفز التمرد علي الأديان والأعراف، وقد ظهر الإلحاد کأفکار تسندها مؤسسات لأول مرة في التاريخ مع الشيوعية، وبعد انهيارها ظل الإلحاد ولکنه فقد الدعم المؤسسي الذي وفرته له الشيوعية، وعاش الملاحدة فرادي وجماعات ليس لهم تأثر کبير في الأوساط العلمية، إلي أن کانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وهنا ظهر الإلحاد في ثوب جديد مستخدماً موجة العداء للتطرف والمتطرفين، مطوراً أدوات جديدة أکثر عنفاً وفاعلية في الأوساط العلمية والشعبية، وفي عام 2006م ظهر مصطلح (الإلحاد الجديد) ليمثل تحدياً معاصراً للأديان؛ وخاصة الإسلام، فکان من الواجب علي المسلمين القيام لرد هذا التحدي عبر تحليل وتشريح هذه الظاهرة والتعرف علي خصائصها وأهدافها، أملا في تطوير خطة ناجعة للتغلب عليه، فکان هذا البحث محاولة في القيام بهذا الواجب، ويتناول البحثالتعريف بالإلحاد الجديد، ومدي علاقته بالإلحاد القديم - إن جاز التعبير-، وکذلک تحليل ظاهرة الإلحاد الجديد، والتعرف علي أسسه ومنطلقاته الفکرية، وأيضا التعرف علي أثر الاتجاهات الفکرية الغربية المعاصرة علي ازدهار الإلحاد الجديد، ومدي ما رفدت به هذه الفلسفات الإلحاد الجديد من مفاهيم وأدوات وأدلة تقوي موقفه في مقابلة المتدينين، وکذلک التعرف علي أبعاد توظيف النظريات العلمية ومنجزات العلوم التجريبية في صياغة وتدعيم الإلحاد الجديد، ويرکز البحث علي أبرز خصائص الإلحاد الجديد، وارتباط هذه الخصائص بالأسس المعرفية والفلسفية التي قام عليها بنيان الإلحاد الجديد.