القيم الأخلاقية في خطاب الصحابة العقدي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الفلسفة الإسلامية، کلية دار العلوم، جامعة القاهرة، مصر

المستخلص

      الصحابة رضوان الله عليهم قد خلفوا فيما خلفوا من تراث فکري وأدبي حملته جملة من الأقوال التي نقلت  عنهم؛ خلفوا دروسا عميقة المأخذ بليغة الأثر عظيمة القيمة، وذلک في شتى فروع المعرفة الدينية والعقائدية منها على وجه الخصوص، ويهدف البحث إلى بيان أن الصحابة لهم من بين ما لهم من أياد بيضاء على البناء الحضاري جهدا متميزا في بناء الإنسان الأخلاقي الذي هو عماد کل حضارة، وکذلک  بلورة ما وجد لدى الصحابة من تقريرات أخلاقية وقيمية باعتبارها واحدة من أهم إسهاماتهم في التکوين المتميز للإنسان المسلم، ويکشف البحث-أيضا-عن قواعد تفکير الصحابة الأخلاقي ومقاصده في إطار العقائد الإيمانية، وأما منهج البحث الذي اعتمد عليه، فقد استخدم البحث المنهج الوصفي، والمنهج الاستنباطي. فأما الوصف ففي تناول أقوال الصحابة المتضمنة للربط المباشر بين العقيدة والقيم الأخلاقية سواء في التجليات الأخلاقية للعقيدة، أو في المحددات العقدية للأخلاق. وأما الاستنباط ففي قراءة أقوال الصحابة في العقيدة قراءة مقاصدية تهدف إلى استنباط المرامي الأخلاقية للخطاب العقدي، وقد اعتمد البحث-أيضا- على الأعمال العلمية التي جمعت أقوال الصحابة في العقائد، وصحتْ نسبتها إليهم، واتخذ مجموع تلک الأقوال مادة له، مع مراجعة ما هو بحاجة للمراجعة منها في مظانه من کتب السنة والتفسير والسيرة والتاريخ. ، وتوصل البحث إلى أن أقوال الصحابة في العقيدة مثلت رافدا من روافد بناء النظرية الأخلاقية في الثقافة الإسلامية وتطبيقاتها الحضارية، وکذلک إلى أن الصحابة هم أول من عبروا بعمق عن تأسيس الأخلاق على العقيدة، وهو ما عرف لاحقا في الحضارة الغربية الحديثة عند کانط مثلا في کتابه ( أسس ميتافيزيقا الأخلاق)، وأيضا توصل البحث إلى أن من إبداعات الصحابة في مجال فلسفة الأخلاق إثبات أن دلالة انطواء النفس على القيمة مع الالتزام الخلقي بمقتضياتها من الأمارات الحاسمة على صحة المعقد، والعکس صحيح، والصحابة استطاعوا بثاقب فکرهم أن يستخرجوا في خطابهم العقدي کثيرا من المضامين العقدية من القيم الأخلاقية، في ربط بديع بين العقيدة والأخلاق من باب النظرة البَعدية.

الكلمات الرئيسية