الفارابي وموقفه من السعادة من منظور فلسفى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس تربية اسلامية ، وزارة التربية ،الکويت

المستخلص

    البحث عن السعادة، هدف منشود لکثير من البشر مع کثرة المنغصات وأسباب الشقاء، وقديما سعى الفلاسفة وعلى رأسهم افلاطون لتصوير “المدينة الفاضلة” أملا في الوصول إلى”السعادة”. حيث أدى توسع الدولة الاسلامية وتعانقها مع الحضارات الاخرى وتطور طبيعةالمجتمع الاسلامي إلى ظهور الحاجة الملحة لوجود مفکرين و فلاسفة مسلمين، ولعب مفکروا الإسلام دور بارز فى الفکر السياسى والقانونى، واجتهدوا فى التقريب والربط بين الطبيعة والحياة الانسانية مقاربة نظرية، فعملوا على الانتقال من التأمل الخيالى للطبيعة والواقع ومن النبؤة الدينية الى الفهم العقلى للوجود وتفسيره وکانت انطلاقاتهم فى البحث نتيجة الى الحاجة الى المعرفة وليس من الحاجة الى الايمان، فکانوا اول من طرحوا القضايا الأساسية للدولة والقانون والسياسة وأوجدوا الکثير من الحلول لها، و     الفلسفة من أهم الأشياء التي يقدر المرء أن يصل بها إلى الاخلاق والصفات الجميلة والحميدة، وکانت الفلسفة بها أمور وقضايا تحتاج إلى دراسة من أجل أن يظهر منها الراجح من المرجوح. وکان من ضمن هذه القضايا قضية السعادة وکلام الفلاسفة فيها، فکان للفارابي کلامًا قيمًا وکبيرًا عن کل من سبقه من الفلاسفة ومن ثم يستهدف البحث إظهار وبيان قوة شخصية الفارابي ، بيان أهمية قضية السعادة ودراستها من حيث أقوال الفلاسفة فيها . وقد تم الاعتماد على المنهج التاريخى من خلال  تعريف السعادة ، وانواعها والأدلة عليها ومقارنة الامور التي تکون صحيحة وفاسدة في السعادة من أجل أن أصل إلى الراجح في معنى السعادة في الفلسفة، وتوصل البحث إلى  أن الفلاسفة العرب لم يکونوا يقلدوا الفلاسفة الغربيين في کل شيء، بل کانوا يأخذون منهم ما کان موافقًا للکتاب والسنة، وکذلک مکانة وأهمية الفارابي الفيلسوف، وأن له تأثير وشخصية خاصة في الفلسفة الإسلامية، و أن الفلاسفة المسلمين کانوا يعتمدون على القرآن وکلام الرسول صلى الله عليه وسلم.

الكلمات الرئيسية