قواعد فقه الدعوة الکلية في التعامل مع المخالف وأثر ذلک في الواقع الدعوي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الأديان والمذاهب، کلية الدعوة الإسلامية ، جامعة الأزهر، القاهرة، مصر

المستخلص

لا شک أن علوم الدعوة إلى الله کفيلة ببناء ومعالجة المدعو، مهما تعددت أصنافه، وتنوعت خصائصه وسماته، وعلى رأس علوم الدعوة –علم فقه الدعوة-، الذي يُعدُّ الميزان الذي يوزن به الدعاة إلى الله، من حيث کون دعوتهم إلى الله على بصيرة أم على هوى. ولما کانت الدعوة إلى الله تتسم بخاصية العالمية، وتشمل شتى الفئات الدعوية، انطلاقًا من قوله –سبحانه-: "وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" [الأنبياء:107]، وکان لا بد أن يتخذ الدعاة قواعد الدعوة منهجًا ومسلکًا في التعامل مع مختلف الفئات الدعوية، طمعًا في هدايتهم، ورغبة في استمالتهم وإقناعهم، وإقامة الحجة عليهم بلاغًا وبيانًا. والمتأمل في أصناف المدعوين على مر الأيام والعصور في القديم والحديث، يدرک بيقين جازم أن أعظم الفئات الدعوية أثرًا وتأثيرًا وتواجدًا، فئة (المخالف)، وظهور هذه الفئة سنة کونية، والعمل على هدايتها سنة شرعية. ولا ريب أن الدعاة في التعامل مع المخالف على مذاهب شتى، فمنهم من يعتمد الإفراط مسلکًا، ومنهم من يطلب التفريط منهجًا، ومنهم من يتخذ الوسطية راية وشعارًا معتمدًا على قوله –سبحانه-: "وَکَذَٰلِکَ جَعَلْنَاکُمْ أُمَّةً وَسَطًا" [البقرة:143]، فأردت أن أکشف من خلال هذه الدراسة جملة من قواعد فقه الدعوة في التعامل مع فئة المخالف، لأضع الأمر في نصابه، من خلال راية الأزهر الوسطية، بعيدًا عن المذاهب الردية، والجماعات الحزبية، إعمالًا لقوله –سبحانه-: "وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ" [الرحمن:9]، وقد جاء البحث يبرز التعريف بالمخالِف والمخالَفة. ويبين قواعد فقه الدعوة في التعامل مع المخالف، ويستعرض جملة من النماذج التطبيقية في التعامل مع المخالف، وأثر ذلک في الواقع الدعوي. 

الكلمات الرئيسية