أهل السنة والجماعة (تحرير وتأصيل)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الأديان والمذاهب، کلية الدعوة الإسلامية، القاهرة، جامعة الأزهر، مصر

المستخلص

       إنَّ أهل السنة والجماعة هم جمهور أهل الإسلام، وقد نشأ هذا المصطلح مبکرًا على لسان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وبخاصةً عندما کثرت الفتن واشتد الخلاف بين المسلمين، بالإضافة إلى الإکثار من وضع الأحاديث ونسبتها إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبسبب هذين الأمرين وغيرهما ظهر مصطلح أهل السنة، وأضحى علمًا على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومن سار على نهجه إلى يوم القيامة، وقد حمل لواء الدفاع عن أهل السنة والجماعة هؤلاء الأئمة الأربعة آئمة التشريع (أبو حنيفة- مالک- الشافعي- أحمد بن حنبل) رضوان الله عليهم، إلى أن وصلت الراية إلى الإمامين أبو منصور الماتريدي وأبي الحسن الأشعري، ومما يميز أهل السنة عن غيرهم من الفرق الأخرى أنَّ من خصائصهم أنهم يؤمنون بمرجعية الکتاب والسنة، والموازنة بين العقل والنقل، ولا يقعون في مهلکة التکفير، کما أنَّ من سماتهم أنَّهم يوقرون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم الخروج على الإمام البر أو الفاجر، ولا يحکمون لمعين بجنة ولا بنار، کما أنَّ من أصول أهل السنة والجماعة الإيمان بحدوث العالم، وبوجود الله تعالى ووحدانيته، وکذا صفاته تعالى، بالإضافة إلى الإيمان بعالمية الإسلام، ومن أصولهم الفقهية أيضًا الاعتماد على الکتاب والسنة، والإجماع والقياس، وقد تبين من خلال البحث أن أهل السنة والجماعة مصطلح ينطوي تحته منهج الوسطية والاعتدال دون غلوٍ أو تقصير، فعقيدتهم کانت وسطًا بين التشبيه والتعطيل، والإرجاء والتکفير، والجبر والتخيير، والعقل والنقل، والوسط کما نعلم هو الخير دائمًا، وعلى هذا فإنَّ مذهب أهل السنة والجماعة هو الامتداد العقدي والفکري للسلف الصالح رضوان الله عليهم، وهو المذهب الذي يتسع بمنهجه الوسطي؛ ليشمل کلًا من الأشاعرة والماتريدية ومن وافقهم من أهل الحديث.
 

الكلمات الرئيسية