القضايا العقدية التي اختلف فيها الصحابة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الدراسات الإسلامية بکلية التربية الأساسية-دولة الکويت

المستخلص

يُعنى هذا البحث ببيان القضايا العقدية التي اختلف فيه الصحابة رضوان الله عليهم، وقد تعرض الباحث بداية للجواب عن سؤال وضعه بعنوان هل اختلف الصحابة في العقيدة، انتهى فيه إلى انه لا يوجد بين الصحابة الکرام خلافٌ في مسألة عقدية معلومة من الدين بالضرورة، أو ثابتة بدليل قطعي الدلالة والثبوت؛ وإنما خلافهم في القضايا العقدية –على قلته- منحصر فيما يقبل الاجتهاد، وتتنوع فيه وجهات النظر، وکلها قضايا عقدية فرعية، تقبل الاجتهادَ، وتتنوع فيها الآراء؛ فلا مجال لتکفير أو تبديع أو تفسيق المخالف فيها.
ثم تعرض لبعض القضايا التي اختلف فيها الصحابة کمسالة الإسراء والمعراج أکان بالروح أم الجسد ؟ هل رأى سيدنا محمدٌ صلى الله عليه وسلَّم ربَّه في المعراج ؟ وتعذيب الميت ببکاء أهله عليه.
وانتهى إلى أن بعض الصحابة يرون أن النبي رأى ربَّه تعالى، واختاره ابن عباس، واختُلف النقل عنه؛ فمرة يُنقل عنه أنه قال: "رآه بعينه"؛ ومرة ينقل عنه أنه قال: "رآه بقلبه". وذهب فريق إلى أنه صلى الله عليه وسلَّم لم ير الله تعالى في المعراج، واختارته السيدةُ عائشة وابنُ مسعود وغيرهما.
کما أنه لم يُنقل لنا خلافٌ بين الصحابة الکرام –عليهم رضوان الله تعالى- في مسألة عذاب القبر ونعيمه؛ وإنما المنقول عنهم اختلافهم في تعذيب الميت ببکاء أهله عليه: فذهب سيدنا عمر ابن الخطاب وابنُه عبد الله إلى أنَّ الميت يعذب بالبکاء عليه؛ وذهبت السيدة عائشة إلى أن تعذيب الميت بالبکاء مختصٌ بالکافر فقط؛ وذهب سيدنا أبو هريرة إلى أن الميت لا يعذب بالبکاء عليه مطلقاً.

الكلمات الرئيسية