تعدّ التربية هي الرُّکن الرکين لبناء شخصية الإنسان، وإذا کانت التربية بصفة عامة من المسؤوليات المهمّة فإنها في مرحلة الطفولة أهم وأشدّ؛ خصوصًا مع کثرة مشکلات التربية وشکاوَى المربين في العصر الحالي.
ومع حيرة الکثيرين في البحث عن منهج شامل وواقعي في التربية يأتي هذا البحث الموسوم بـ (التربية النبوية للأولاد وسبُل الإفادة منها)؛ ليرکّز على معالم المنهج النبوي في التربية للأولاد، وذلک لأنّ منهج النبيّ المرَبِّي صلى الله عليه وسلّم هو أشمل وأرقى وأکمل وأنقى منهج عمليّ عرفته الدنيا. ويحتوي البحث على مقدمة، وتمهيد، وأربعة مباحث، وخاتمة.
ويُظهر البحث أهم المزايا التي اتسم بها الهدْي النبويّ في التربية، وصفات المُرَبِّي الناجح من خلال الهدي التربوي للنبي صلى الله عليه وسلّم، مع استعراض أهم الوسائل والأساليب التربوية للمنهج النبويّ، وختامًا يأتي بيان سُبُل الإفادة المعاصرة من الهدْي التربوي لسيدنا رسول الله r. وقد استخدم الباحث من المناهج العلمية (المنهج الاستقرائي، الوصفي، التحليلي).
ويهدف البحث إلى: تزويد المربين ببعض المعارف والوسائل التطبيقية في علاج مشکلات الأبناء واحتوائهم، والتسويق الإيجابي للمنهج النبويّ بين الآخرين؛ رغبةً في تقليل حدّة التوتّر اللاحق بالحياة الأسرية في زماننا.
ومما خلُص إليه البحث: أنّ المنهج التربوي للنبيّ -صلى الله عليه وسلّم- يتضمّن جملة من المبادئ والأصول العملية واليسيرة في عملية التربية، فضلا عن أنّ الوسائل النبوية في التربية هي عملية تطبيقية متکاملة، تسهم بشکل کبير في بناء جيل متميز من الأبناء والبنات، ويصي البحث بتوجيه جهود المختصين نحو البحث والدراسة في منهج النبوة الرشيدة؛ رغبةً في تکوين نظرية إسلامية متکاملة في التربية الناجحة.